OMAR.AL-SAAB مـــديــــر عــــام
مشاركات : 270 العمر : 30 الموقع : وش دخلك؟ العمل/الترفيه : طـــــالـــــب المزاج : مبسوط السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/02/2009
| موضوع: "وقفات مع دواوين معاصرة" فبراير 18th 2009, 04:05 | |
| "وقفات مع دواوين معاصرة"
تأليف الدكتور شهاب غانم
** الشعر منذ كان هو صدى النغم الداخلي في وجدان الشاعر.. وهو الترجمة الحية لكل ما ينفعل به هذا الوجدان.. من فرح وحزن وسعادة وشقاء، إنه يقظة الإحساس ووثبة الشعور وصحوة الأمنيات، تهدهد المبدع وتمد إليه خيوط الأمل، ليصعد إلى آفاق اليقين.
وهذا شاعر.. يطرح شباكه في جداول الشعر الممتدة عبر أقطار الوطن العربي، ليعود إلينا بزاد شهي.. يمنحنا القدرة على مواصلة الرحلة بين صخور العطاء.
* في كتابه القيم (وقفات مع دواوين معاصرة) يقدم لنا الشاعر الدكتور شهاب غانم أكثر من عشرين ديواناً شعرياً صدرت في العقدين الماضيين لشعراء من الإمارات العربية والسعودية وسورية ومصر واليمن.. وفي هذا ما فيه من تمثيل لبعض مظاهر الوحدة العربية، نقطة الارتكاز التي يـدور حولها الإبداع الشعري في هذين العقدين، لا سيما وقد كشر الغرب عن أنيابه وغرس مخالبه بقسوة في القلب منا.. متستراً في فلسطين وبلاد الرافدين.
يؤكد المؤلف أن ما أورده في كتابه ليس نقداً.. وإنما هو قراءات أولية انطباعية تستند إلى الذوق الخاص، قدمها في مجموعات حسب البلدان العربية التي ينتمي إليها الشعراء، مع الحرص على ترتيب هذه البلدان، وترتيب الشعراء الذين اختارهم منها أبجدياً.
أحسب أن كتاباً كهذا قد أكد أهميته بتجميع هذا الشتات الإبداعي بين دفتيه والذي تتلاشى فيه الإقليمية. كلما أبحرنا بين سطوره ووازنا بين ما قاله الشامي والمصري، وما أبدعه السعودي والإماراتي واليمني.. نفس المشاعر ونفس الأحاسيس، ونفس الهم العام والخاص، ونفس المفردات الحياتية التي توحد الزمان والمكان في هذه البقعة من الأرض، ناهيك عن اللغة التي التحمت عناصرها واتحدت جزئياتها، فصارت سيمفونية تتراقص القلوب على نغماتها المتجانسة.
يقول شاعر الإمارات حمد بن خليفة أبو شهاب في ديوانه (الهزار الشادي) بعد نكسة حزيران:
إن العروبة نخوةٌ وبطولةٌ بل عفةٌ ومروءةٌ وزمار
فإذا تمسكت العروبة بالهدى نهضت تبارك سعيها الأقدار
وأحسب أن الوحدة التي نستهدفها، إنما تقوم على قواعد راسخة من الدين والأخلاق والمثل الرفيعة، لتعبر عن الآمال الطموحة لأمة سادت بإيمانها أزماناً.. من هنا يتحول هتاف الشعراء إلى طلقات حارقة، وهذا ما حققه الشاعر السعودي الدكتور عبدالرحمن العشماوي في ديوانه (شموع في زمن الانكسار) حيث يقول:
ووقفت حين رأيت طفلاً شامخاً قاماتنا من حوله تتقزم
في كفه حجرٌ وتحت حذائه حجرٌ ووجه عدوه متورم
سكت الرصاص فيا حجارة حدثي أن العقيدة قوةٌ لا تهزم
هنا يبرز التصوير الحي للعقيدة المتأججة، ويتوالى الحث على النضال المتوقد حين يقطر الشاعر المتمكن هذا النضال تحت الجذور التي تقاوم الجفاف والتصحر، ومن ثم فهو يخاطب اليهود، ساخراً منهم ومنا نحن في الوقت نفسه يقول:
اضربوا فالنسور صارت بغاثاً والهزار الجميل صار غراباً
اضربونا فقد غفونا وصارت في يدينا سيوفنا أخشاباً
وإذا كان هذا هو حال شاعرنا السعودي الكبير د. عبدالرحمن العشماوي.. فإن حال الشاعر السوري جاك شماس يدعو للعجب حقاً.. ذلك أن حب هذا الشاعر المسيحي للإسلام ولرسول الإسلام قد فاق الحدود.. حين يستهل ديوانه (هواجس في أعماق شاعر) بقصيدته «أوراق اعتمادي» ففي مطلعها يقول:
إني مسيحيٌ أجل محمداً وأجل ضاداً مهدها الإسلام
وأجل أصحاب الرسول وأهله حيث الصحابة موقفٌ وإمام
كحلت شعري بالعروبة والهوى ولأجل طه تفخر الأقلام
أودعت روحي في هيام محمد دانت له الأعراب والأعجام
نعم هو لم يبتعد كثيراً عن المدار الذي دار فيه من سبقوه من الشعراء المسيحيين أمثال القروي والأخطل الصغير، لكنه يؤكد على معنى بالغ الأهمية، وهو عروبته التي كحل بها شعره المعبر عن تفرده وصدقه مع فنه.
وبعد ذلك نلتقي بشعراء مصر من أمثال الدكتور حسن فتح الباب وعبدالمنعم عواد يوسف وعصام الغزالي وسعد دعبيس، وهم الذين فازوا بنصيب الأسد في هذا الكتاب القيم.. ونختار من بينهم الشاعر الدكتور سعد دعبيس في ديوانه (قصائد للإسلام والقدس) والذي يؤكد فيه أن أبعاد الوطن العربي المسلم لا تحدها حدود.. ذلك أن الوطن:
وطن الحر ليس أرضا وماء أو بيوتاً رفيعة البنيان
يا ابنة الحزن والنوى لا تراعي وأطلي فالفجر في الأفق دان
حيثما تُسألين: في أي أرض عن حدود البلاد والأوطان
فأجيبي: دعوا المعاجم تهذي وابحثوا في معاجم القرآن
وإذا كان شاعرنا الدكتور سعد دعبيس قد رسم إطاراً للوحدة أوسع من الحدود الوضعية الضيقة.. فإنما هو بذلك يؤكد معنى من أجمل معاني هذه الوحدة حيث يرتفع الأذان وتعلو كلمة الله.
ولعل من أدق معاني الوحدة هو الاستشهاد في سبيل الوطن.. ولا أحسب أن هناك ما هو أسمى من الدم يراق في سبيل تحقيق هذه الغاية، مما يلتفت إليه شاعر اليمن الكبير عبدالغني المقرحي الذي تؤرقه مشاعره الدينية وتجعله يطلق الآهات الجهادية، وهو يرى القدس وأجزاء أخرى من الوطن العربي تحت الاغتصاب، فيلقي باللوم على هذه الأمة التي أقعدها اليأس، وأحبطها التشرذم، فيصرخ ملتاعاً:
يا أمة نامت على صوت الرصا ص وصفقت نشوى لتصفيق القنابل
ثوري على الباغي فإن الفجر آت والدجى.. إن الدجى لا شك راحل
وهو لا يكتفي بهذا التعبير عن آلامه في ديوانه (من أوراق العمر) وإنما هو يقف حائراً أمام الذين جادوا بأرواحهم وقدموها فداء لأوطانهم، فيتغنى ببطولة الشهيد في تساؤل مرير:
كيف أرثيك إن قضيت شهيداً إن في الأرض والسماء لعيدا؟
كيف أرثى مجاهداً عاش حراً رابط الجأش حين عشنا عبيداَ؟
وإذا جاز لنا أمام خشيتنا من الإطالة والترهل أن لا نورد الشواهد من باقي شعراء اليمن الكبار من أمثال البردوني والشامي وسبيت، وكلهم يعرب عن إيمانه بالعروبة والإسلام والوحدة العربية. وشوقه الجارف إلى تحرير فلسطين من دنس الصهيونية، فإنه من العقوق إغفال الشاعر الرائد الدكتور محمد عبده غانم أول من يحمل الدكتوراه في اليمن وأول من اقترح استعمال كلمة بيتي لتحل محل كلمة عمودي في تعريفها للشعر التقليدي، حيث يقول شاعرنا الرائد في مسرحيته (سيف بن ذي يزن) التي تتناول غزو الأحباش لليمن في عهد ذي نواس، بعد أحداث الأخدود التي جاء ذكرها في سورة البروج، ومحاولة أبرهة الأشرم هدم الكعبة المشرفة كما جاء ذكر ذلك في سورة الفيل.
يقول ذو نواس على لسان شاعرنا الكبير الدكتور محمد عبده غانم في مواجهة سفير النجاشي:
قل للنجاشي يا سفير بأننا في أرضنا وفعالنا أحرار
أنا عامل اليمن العظيم وإنني في حكمه المتصرف القهار
لابد أن أحمي الديار من الأذى فالملك ما لم تحمه ينهار
لا تفصموا حبل المودة بيننا إن المودة حبلها جرار |
| |
|
ABDAIIAH مـــراقــب
مشاركات : 73 العمر : 32 العمل/الترفيه : طـــــالـــــب المزاج : فله السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/02/2009
| موضوع: رد: "وقفات مع دواوين معاصرة" فبراير 19th 2009, 08:52 | |
| منين جبت كل هالمواضيع !!
مشكور | |
|
OMAR.AL-SAAB مـــديــــر عــــام
مشاركات : 270 العمر : 30 الموقع : وش دخلك؟ العمل/الترفيه : طـــــالـــــب المزاج : مبسوط السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/02/2009
| موضوع: رد: "وقفات مع دواوين معاصرة" فبراير 19th 2009, 17:48 | |
| الـــ ع ــــ ف ــــ و منين جبته؟ الجواب انزل تحت بعد شوي كمان شوي مــــــــن لايجت اعلمك هع | |
|